وصرخة تعلو كل يوم في القرى شمالي عطبرة وجنوب بربر..بات الأمر واضحا.. الدراسة التي قام بها باحثين من جامعة النيلين والجمعية السودانية لحماية البيئة والمجلس الأعلى للبيئة اظهرت بالتحاليل المخبرية مستويات عالية من محتوى الزئبق في تربة المزارع التي كبت فيها الكرتة الملوثة بالزئبق..%20 من عينات مياه الشرب تحتوي على عنصر الزئبق..
2 من أصل 7عينات من بول المواطنين و1 من 14 عينة من الدم احتوت على نسب عالية من الزئبق للأسف معظمهم من الأطفال عمر 4 و 11 سنة…
ظهور حساسية في جلد أطفال استحموا بمياه خلاطات الذهب..طيور و ماعز نفقت من شرب مياه الخلاطات..انباء عن حالات اجهاضات..كل ذلك في ظرف 18 شهر من وضع أكوام الكرتة في المزارع والمساكن..قدرت اعداد اكوام باكثر من 700كوم.. وبلغت كميتها اكثر من 450 الف طن تحتوي على الاقل على 2 طن زئبق في مساحة لا تتعدي 100كلم مربع….
في الوقت الذي يتمنى فيه العالم عدم تكرار ما حدث في ميناماتا في اليابان وماساة تلوث الزئبق قبل 70 عاما.. السودان يسعى وبسرعة نحو ميناماتا في ولاية نهر النيل..
أوقف نشاط معالجة الذهب بالخلاطات متأخرا في الولاية بأمر وجهد السلطات.. ولكن تبقى أكوام الكرتة في مكانها..التحدي الان كيفية ازالتها من المساكن والمزارع ونحن على مشارف الخريف والفياضانات..
الباحثين… النشطاء البيئيين.. أساتذة المدارس والجامعات.. السياسيين… الشرطة.. الشباب.. أبناء ونساء الوطن.. فلنتحد جميعا من أجل بلد خالي من التلوث..
الا هل بلغت اللهم فاشهد.. ودمتم بخير…
