هنالك شروط لكل من يريد أن يتولى نشر الثقافة والتوعية البيئية أهمها ثلاثة شروط رئيسية وهي
أولا يجب أن يكون مجرد من الأنانية والأهواء والنظر للمصالح الشخصية
ثانيا أن يكون بعيد النظر ويتفرس الأمور من خلال نظرة شاملة لما فيها من كل المعطيات
ثالثا أن يكون مقاتلا ذو عزيمة ومعرفة بما تؤول عليه الأمور لكل ماهو آتي
ومن المعروف عن الفطرة البشرية حب النفس وعدم الاستماع للنصح وحب التمجيد وعدم الرغبة للركون إلى تقبل إظهار القصور
قال الله تعالى على لسان نبيه صالح ( وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ )
كلنا نعلم بأن ميلاد الحركة البيئية في العالم كانت تدعو لمناهضة تصرفات البشر التي تقود إلى إنتاج الخلل في التوازن الطبيعي الذي اوجده الله على كوكب الأرض وهذا يقود إلى خلق جفوه مابين من ينشدون ماديات الحياة ومن ينادون بحقوق بقية المخلوقات
ولذا من الطبيعي أن ينفر الناس من الناصحين والعمل البيئي يعتمد في المقام الأول على إبداء النصح وعليه يصبح من غير المرغوب فيه وجود مناصري البيئية وسط متخزي قرارات السياسات الاقتصادية والاجتماعية لما يحدثونه من معرفة وسط المجتمع تؤدي إلى تنويره فيخرج عن سيطرة قيادات لا تريد له ذلك ولذا يصبح بالضرورة أن يكون البيئي مقاتل في سبيل الحق لمناهضة كل الأفكار الهدامة كما قال عنها الله سبحانه وتعالى ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ )
خلاصة يجب على كل من اراد العمل للبيئية أن يتحلى بروح المقاتل وان لا يرجو جزاءا أو شكورا وان يكون ملم بكل ثقافات ونفسيات المجتمعات وان يكون مسلحا بالعلم والمعرفة كما يكون مقداما فلا ينتظر أن يؤذن له عندما يرى هنالك سوء أو خطر مقبلا علينا
خاتمة
ادعوا الجميع لمراجعة تاريخ بدايات الحركات البيئية في العالم الحديث معظمها كان في منتصف القرن الماضي وتعاظمت بعد الثورة الصناعية الكبري أي قبل مائتي عام
وهذا لم يكن ليحدث لو اتبع البشر النصح كما جاء على هدي القرآن والسلوك النبوي الرشيد فقول الله تعالى ( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) كان شاملا يحدد مسارات البشر في التعامل مع طبيعة الأرض
