أوقفوا قطع الغابات والأشجار

د/ عادل عبد العزيز الفكي adilalfaki@hotmail.com

 

غابة السنط

كتب الدكتور/ مكي ميرغني عثمان الخبير الاقتصادي وكيل وزارة المالية السابق: (شهدت ولايتي النيل الازرق وسنار ازالة كبيرة للغطاء الغابي. شاهدت بنفسي، ووصلتني صور وملاحظات من عدد من الناشطين في مجال حماية البيئة من مناطق في الولايتين، في النيل الازرق (الكرمك وقيسان وبكوري). وسنار (محليتي سنجة والدندر ومناطق السوكى واللكندي).

في محلية الدندر تمت ازالة غابات هامة منها قردية واندسينا وبودية، وتم القضاء على مساحات واسعة من غابات السنط على جانبي نهر الدندر، والخيران التي تصب فيه كخور العقليين وغيره. كما شاهدت حديثا قطعا لأشجار السنط وغيرها في حرم حلة يوسف على طريق الدندر/سنجة وعلى طول الطريق القومي من مدني الى الدمازين. وجد ما أحزنني ازالة غابة بودية شمال الدندر التي تتجاوز مساحتها 300 فدان كلها من اشجار الدليب المحمية قانوناً.

لعل من نتائج الحرب الإيجابية، إذا صح التعبير، التي دارت في ولاية النيل الأزرق أن أوقفت التعديات على الموارد الطبيعية وتمت اعادة نمو الغطاء النباتي والغابي، ولكن الان وبسبب الاستقرار النسبي “عادت حليمة لقديمها”.

من الملاحظ انتشار وتنامى تجارة الحطب والفحم النباتي، وزاد ذلك مؤخراً بسبب عدم توفر غاز الطبخ. ويمكن ملاحظة حركة النقل عبر الطرق القومية، والعدد الكبير من الشاحنات التي تنقل الحطب والفحم من مناطق الانتاج للمدن، منها جهات رسمية تتاجر في المنتجات الغابية مما يعتبر تقنيناً للإبادة الجارية للغابات.

ان حماية الغابات والمحافظة عليها يستوجب اتخاذ خطوات وسياسات واضحة، عبر قانون فاعل ينفذ بواسطة ادارة جيدة وفاعلة، في مجالات اعادة التشجير، وتوفير خدمات الحماية من النيران، وتوسعة المناطق المحجوزة، وحتى حجز مناطق جديدة لزيادة الغطاء الشجري، وأن يصاحب ذلك حملة اعلامية كبيرة. ويجب أن تشكل ازالة التعديات على اراضي الغابات الطبيعية (الزراعة والرعي والسكن والقطع الجائر والاعتداء على محاصيل الغابات) أولوية قصوى للسلطات القومية والمحلية، كما يجب تحديد المسارات والطرق والمراعي.

ان ازالة الغابات والغطاء الشجري بصفة عامة تقلل من محتوى المياه الجوفية والرطوبة، وتضعف تماسك التربة، مما ينتج عنه تعرية التربة، كما تتأثر سلبا قدرة الارض على حصر الأمطار، وتقود الى تقلبات شديدة في درجات الحرارة، وستزيد وتيرة الانهيارات الأرضية. وقد اجمع مؤتمر قمة المناخ كوب 26 – الذى اختتم اعماله في الثاني من نوفمبر 2021 بجلاسجو بإسكتلندا- على ضرورة خفض الاحتباس الحرارى ومن ضمن ذلك اتخذ خطوة نوعية بلجم قطع الاشجار بقيد زمنى ينتهى في2030).

تعليق: هذه دعوة ونداء حار من الخبير الاقتصادي مكي ميرغني عثمان أرجو أن تجد آذاناً صاغية من المسئولين. خصوصاً وقد انتشرت هذه الأيام معلومات تشير لوجود قطع منظم للأشجار حتى داخل المدن.

بما أن الجزء الأكبر من هذا القطع يتم بواسطة بعض منسوبي القوات النظامية، واحياناً باستخدام متحركاتها، فإنني أدعو قيادة القوات المسلحة، والدعم السريع، والشرطة، والحركات الموقعة على اتفاقية جوبا، لاتخاذ موقف موحد إزاء هذا الأمر الخطير، ومنع منسوبيها منعاً باتاً من هذه الممارسة التي تضر بمستقبل الأجيال القادمة. والله الموفق.

5555
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

English