التربية ما بين التعليم والتعلم

بقلم / احمد محمد الأمين قسومة

هدف التربية والتعليم بكل بساطة هو إنارة البصيرة ولذا نجد قول الله تعالى ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) وأيضا قوله تعالى ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أو آذان يسمعون بها فإنها لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )

عندما تم اختراع الكمبيوتر في منتصف القرن الماضي وبدأ انتشار الاستخدام كانت هنالك وسائل وأدوات للاستخدام علمنا منها بأنه يحتاج إلى ادوات إدخال مثل الكيبورد والفارة وأدوات معالجة مثل المعالج البروسسر وأدوات تخزين مثل الهارددسك وأدوات عرض مثل الشاشة وتطورت وكثرت تلك الأدوات وتنوع أشكالها واستخداماتها حتى تم الادعاء بأنهم توصلوا لمرحلة الذكاء الصناعي وهو أن الآلة تستطيع إنتاج معرفة تلقائية ولكن هل هذا صحيح الحقيقة ليست بهذه البساطة ولكن هي نتاج من خبرات ومعارف وأحداث سابق تخزينها بالجهاز ومن هذه نجد بأن هذا بالضبط ما يحدث للانسان من خلال عملية التربية والتعليم فهما من أدوات الإدخال ويتم تخزينها حتى يتمكن المعالج التعامل معها وانتأج المعرفة ولذا نجد بأن الجديد يكون نتاج لعمليات المعالجة والتي تكون من خلال البصيرة التي يحركها العقل بالتفكير وعلى هذا يصبح التعليم وسيله وليس غاية فهو داتا يتم التعامل معها من خلال المعطيات والأدوات داخل الإنسان حتى يستطيع ترجمتها إلى أفعال

وقعت على منشور جميل كتبه الأستاذ الدكتور الداعية / عبد الكريم بكار يصب في هذا الاتجاه ويقود إلى تلك الفكرة وهي هل المعارف السابقة لمجرد التطبيق أم هي مفاتيح لاستنباط اتجاهات للابداع

يقول الدكتور  (شيء أوليّ)

تعلمنا الممارسة العلمية أنه ليس هناك خطة ولا منهجية عمل نهائية بمعنى الكلمة، وإنما هناك- في أفضل الأحوال- شيء يصلح للابتداء به والبناء عليه، وبعد أن يدخل ذلك الشيء في حيز التنفيذ يبدأ التحوير والتطوير والتشذيب، وهذا عام في كل مجالات الحياة دون استثناء.

هذا يعني أننا في حاجة إلى امتلاك العقل المرن الذي يتقبل التغذية الراجعة، ويفرح بها بوصفها دروساً عملية لتحسين البصيرة، وإنضاج الخبرة.  وإني لأعجب لأقوام يتبعون حرفياً خططاً ومناهج ونظماً مضى عليها عشرات السنين!

إن اقِدم خطة لا يمنحها القداسة ولا العصمة، وإنما يجعلها عرضة للتغييرات الجذرية ، وهذا باب للحديث عن العقول المتخشبة.

أ.د. عبد الكريم بكار

انتهى

من هذه الفكرة يتضح لنا بأن الخلل في عدم المقدرة على تطور الشعوب هو تحجيم فكرة الابتكار والمنطق من خلال تطبيق سياسات التعليم بالتلقين لأهداف محدده وهذا ما كنا نحاول أن نحاربه من خلال مثل هذا السؤال ( ليه بيعملوها كده طيب ما ممكن تتعمل بطريقة أخرى ) وكانت دائما اواجه بالرد بأنه علمونا ليها كده ؟!!!

الان نحتاج لاعمال طاقات التفكير وإطلاق معايير الابداع في ظل إطار وحدانية الخالق فقد دعانا إلى ذلك في أكثر من موضع بالقرآن الكريم مثل قوله سبحانه وتعالى ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ )

 

5555
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

English