رئيس مبادرة إعلاميون من أجل البيئة والتنمية المستدامة فى حوار مع سنطة
مبادرة اعلاميون من أجل البيئة والتنمية المستدامة إحدى منظمات المجتمع المدنى التى تنشط فى مجال البيئة ورفع الوعى البيئى لدى فئات المجتمع المختلفة ، وتستند فى خطتها بشكل أساسى على الاعلام بكل أشكاله (سنطة) إلتقت د . جلال محمد يس رئيس المبادرة متحدثاً عن الاعلام البيئى فإلى مضابط الحوار :
حدثنا بدءاً عن دور الاعلام فى نشر الوعي البيئي:
الإعلام والتوعية هما أهم نقاط الارتكاز لإنطلاق أي فكر أو قضية
، ولأن القضايا والمشكلات البيئية تصدرت أجندة الاهتمامات الدولية الإقليمية والمحلية ، لذا ألقت مسئولية التوعية والتبصير علـى كاهل الإعلام باعتباره أداة الاتصال الجماهيري الأكثر فاعلية ، ولأن المشكلات البيئية ترتبط بالسلوك الانساني، وتفاعل الأفراد مع بيئتهم، لذا فإن الإعلام بكافة الصور والأشكال يعد من المهام والاختصاصات الأصيلة التي يمكن ان تلعب دوراً فاعلاً وموثراً في التوعية وتوجيه وترشيد السلوك وبقدر جودة وفاعلية الاتصال تكون نتائج تنمية الوعي البيئي وتغيير القيم والاتجاهات السلبية إلـى قـيـم وإتجاهات إيجابية تؤدي إلى تغيير السلوكيات البيئية السلبية إلى سلوكيات بيئية إيجابية.
والمنظمة ايضاً كواجهة اعلامية تعتبر الاعلام ركيزة اساسية في التوعية والتثقيف في القضايا البيئية من اجل ابراز الانجاز وتغطية الانشطة والبرامج حيث تولي المنظمة موضوع الإعلام والتوعية اهتماما كبيراً نظرا لاهمية تحقيق التواصل والفهم المشترك مع المواطنين وضمان مساهمتهم لانجاح برامجها وخططها من خلال الحقائق والارقام المتاحة وباسلوب الوضوح والشفافية خاصة وان الواقع البيئي في السودان والتحديات التي يواجهها تفرض بالضرورة تعاون المواطنين وزيادة معرفتهم ووعيهم بالوسائل والطرق اللازمة للمحافظة على البيئة
ماذا عن واقع الاعلام البيئي في السودان؟
السودان ككل البلاد النامية لم يهتم لأمر الاعلام البيئي وانما كانت مجهودات فردية لخبراء ومهتمين (اعمدة ومقالات) وايضا المنظمات الطوعية كالصفحات البيئية التي كانت تصدرها الجمعية السودانية لحماية البيئة وكذلك البرنامج التلفزيوني الحقل والعلم وان كان يهتم فقط بالزراعة والغابات ولكن مؤخرا هنالك بعض الاشراقات المتمثلة في انشاء ادارة الاعلام البيئي بوزراة الاعلام وفي بروز بعض التقارير والتحقيقات المتخصصة والبرامج الاذاعية والتفزيونية وهنا لا بد لنا ان نذكر على سبيل المثال البرنامج الاذاعي نحن والبيئة ودعوا الاشجار تنمو بالاذاعة القومية والسبت أخضرعلى اذاعة البيت السوداني وايضاً صفحة تيار البيئة شراكة بين اعلاميون من اجل البيئة وصحيفة التيار وبوابات الفيلابي بصحيفة الديمقراطي.
ما ضرورة الصحافة البيئية ؟
الصحافة البيئية رسالتها مثالية وسامية، تتلخص في الحفاظ على الأرض واستدامتها، وتهدف لتناول كلّ ما يتعلق بالجوانب المحيطة بالإنسان، من أرض ومياه ونبات وحيوان وغيرها، وتدرس مدى تأثيرها على الإنسان وتأثرها به، وتشجع كلّ ما من شأنه أن يقلل الضرر على البيئة، وتتميز قضاياها بعالميتها فلا يمكن الحديث عن البيئة في بلدٍ صغير دون ربط ذلك بالعالم أجمع”. والأصل في صحافة البيئة أن تخدم أجندةً محددة، أيّ أنّ المسؤولية الأولى التي تقع على عاتق من يعمل بها هي معالجة قضايا بلاده المحلية ثم بعد ذلك يذهب للحديث في مشكلاتٍ بيئية إقليمية وعالمية إذا أراد”.
إذن هناك واجبات مهنية للصحفي البيئي حدثنا عنها ؟
الصحفي البيئي هو الذي يتخصص بهذا النوع من العلوم ويتميز به عن غيره؛ من خلال إلمامه بتفرعاته، وهو كذلك ناشط ومحارب من أجل بيئته”،
وبالحديث عن أهم الأسس الواجب توفرها في الصحفي البيئي، أنّ احترافية الكتابة ومهنيتها تأتي في المقام الأول “فهي الطريق الذي تمرّ عبره الفكرة لتصل للجمهور”، وأنّ المعرفة البيئية مهمة، لكن ليس شرطًا أن تكون معمقة جدًا ومعقدة، “لأنّ الصحفي البيئي الجيد هو من يحترف الكتابة المؤثرة بنسبة 80%، ويمتلك معرفة بيئية بنسبة 20%”، إضافة لذلك عليه أن يكون مؤمنًا بالقضايا التي يكتب عنها، بمعنى أنّه لا يمكن لنا أن نتخيل صحفيًّا يناصر قضية بيئية وفي الوقت نفسه يلقي النفايات على الأرض أو يدير محلًا لبيع المواد الكيميائية مثلًا.
هل مصادر المادة الصحفية البيئية متوفرة ؟
أنّ تَحري قضايا البيئة الصالحة للتغطيات الصحفية يتم من خلال أساليب متعددة منها المشاهدة الذاتية ومعايشة الواقع البيئي، والمتابعة الآنية للأخبار المحلية والدولية ذات العلاقة بظواهر البيئة، وكذلك الانضمام لمجموعات ومؤسسات تهتم بعلوم الطبيعة، إضافة لإمكانية استثمار مواقع التواصل الاجتماعي وإنشاء صفحات مهمتها استقبال المشكلات البيئية التي يلاحظها المواطنون. كذلك مراقبة البيانات الإحصائية الرسمية وربط بعض الأرقام الملفتة بالزراعة والاقتصاد والصحة بأسباب بيئية أمرٌ مهم، وكذلك الانتباه للقوانين والسياسات البيئية ودراسة فاعليتها وتأثيرها من أجل حماية البيئة
ماذا عن أنماط الكتابة في الصحافة البيئية ؟
أنّ الأنماط الصحفية الخمسة المتمثلة بالخبر والتقرير والحوار والمقال والتحقيق يمكن من خلالها تناول قضايا البيئة، ولكل نمطٍ استخدام مستقل، لكنّها في الوقت ذاته، تعتقد أنّ التحقيقات الاستقصائية، هي سيدة الكتابة في هذا النوع من أنواع الصحافة المتخصصة؛ وذلك لقدرتها على كشف الحقائق وعرضها للجمهور ، ولكن يمكن أن نبدأ بالتقرير البيئي الذي يعرض مشكلة معينة بالمتضررين ثم المتسببين ونواجه بعد ذلك المسؤولين، وبذلك نكون قد حققنا توازنًا ينحاز للحقيقة الكاملة، وينظر للقضية البيئية نظرة شاملة ولا يستند على موقف طرف دون باقي الأطراف” ، ثم يأتى بعد ذلك التحقيق الاستقصائي وهو أفضل الأدوات لتناول القضايا البيئية خاصّة إذا كان الحديث عن سلبيات وليست إيجابيات، وأنّ عملية الكتابة عن أيّ مشكلة بيئية يجب أن تمرّ بالتسلسل الصحفي المنطقي، فالأصل في البداية أن تكون التغطية خبراً، وإذا لزم الأمر نذهب للتقرير والتحقيق وغيرهما، مستدركًا “قضايا كثيرة يمكن أن يكتب عنها الصحفي دون أن يضطر للنزول ميدانيًا، لكنّ ذلك لا يصلح مع قضايا البيئة التي تحتاج لمعاينةٍ ذاتية وتحقق دقيق من صحة المعلومات والحدث”.
وماذا عن البعد الانساني في الصحافة البيئية ؟
أنّ البُعد الإنساني هو الأهم في تناول قضايا البيئة، لأنّ العالم يتجه اليوم نحو الاستدامة في تناول جميع التفاصيل ذات العلاقة بحياة الإنسان ، ومعنى ذلك أنّ الصحفي يجب أن ينظر لأيّ قضية من ثلاث زوايا هي الاجتماعية والبيئية والاقتصادية”،
سنطة هى اول اصدارة إعلامية للمبادرة فماذا بعدها ؟
نعم سنطة هي خطوة أولى مهمة تأخرت كثيرا ولكن بعون الله ستكون درع البيئة الحصين ، فالمبادرة تسعى ليكون لديها مرصد ومركز إعلامي شامل يضم كل الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة (اذاعة وقناة فضائية) ومركز لبناء القدرات ومكتب لتقديم الاستشارات ومكتبه بيئية ومعرض منتوجات بيئي دائم ولجان تنسيق بيئية على مستوى المركز والولايات والمحليات ومحطة معرفة بيئية وغابة نموذجية ومشتل ومركز للفرز والتدوير
كلمة أخيرة
ختاماً تتوجه اعلاميون من اجل البيئة والتنمية المستدامة إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه الصحيفة الوليدة .
