كتب زميلي وصديقي الأستاذ الصادق عبد الله عبد الله عن الخرطوم ومناخ الخرطوم ، وأرسل رسالة عظيمة في إعادة الغطاء الشجري بمنطقة البطانة والتى تعتبر أهم منطقة رعوية في السودان ويعتمد عليها عدد كبير من الرعاة في تعزيز سبل كسب العيشوالتى جاءت تحت عنوان :
نحن في الخرطوم .. اذا جاء المطر
حيث يقول :
على ضوء ما يثار من مفاهيم للمناخ وللتغير المناخي، أود عرض بعض ما يعتمل لدي من مفاهيم وتأملات في مناخ الخرطوم الذي يتاثر به نحو فوق العشرة ملايين نسمة او يزيدون
أرجو أن يعزز هذا العرض أو يعارضه العلماء، وإلا ستكون هذه النظرية هي الوحيدة في هذا الصدد. وكم من نظريات في تاريخ البشرية سادت حتى تصدى لها العلماء ففندوها ونقدوها فقذفوا بها في مزبلة التاريخ، او عززوها فابقوا عليها، او عدلوها وصلحوها وعاشوا عليها.
وفي غير هذه الحالات ، كفعل العلماء المذكور ، عليه سأكون المالك الفكري لهذا النظام المناخي الفريد. والبلومنيى خليه اليلومني.
يرتكز هذا العرض على منهج دراسة الجغرافيا في السودان.. بمعنى ان هناك قاعدة مشتركة عريضة.. تفهم وتفند.. تنطلق من تغريدات قصيرة.. لوصف المناخ على نحو (حار جاف صيفا، دافئ ممطر شتاءا)، ثم تتوسع في التضاريس والرياح والسحب والضغط الجوي والكنتور والخرائط.. والتيارات البحرية.. وحالة الطقس الاسبوعي او اليومي وغيرها وغيرها.. لتصنع معرفة بعتاش بها.. حقيقة او وهما.
في الأدب كتب معاوية نور قطعة أدبية عن الهدوء والسكون في الخرطوم ( راجع مختارات بروفسور علي المك)، وكتب بروفسور حامد درار في كتابه المسمى ميكروب ثقافة في علم الميكروبات، فقرة الحرب الجرثومية، عن مناخ الخرطوم منتهى الرياح المدارية .
كما كتب صديقنا البروفسور الفاضل الفاضل احمد اسماعيل عن دراسة عن ظاهرة الكتاحة في الخرطوم.
وقد كتبت عن مناخ السودان لمن يريد. كل ذلك مما اوحى كتابة هذا المقال .
إذا قلنا أن الخرطوم تتميز بمناخ حار جاف صيفا، وحار ممطر خريفا ()، مع فارق الخريفين، و كلاهما يفسح المجال للشتاء. شتاء الخرطوم تنخفض فيه درجة الحرارة ، إلا أن انخفاضها لا يتجاوز أدنى من حاجز الخمسة عشرة درجة مئوية على ندرتها ولحظيتها.
الخرطوم في انخفاض ضغطها الجوي. وانخفاض مستواها عن سطح البحر (380متر ): تأتيها الرياح الجنوبية الحارة الرطبة لتجلب لها الأمطار في أيام قليلة.
لكن من الغرائب أن تلك الرياح الجنوبية الغربية الممطرة تصل للخرطوم من الشرق فكيف تكون جنوبية غربية؟.
ببساطة هي جنوبية غربية لأنها سائدة، أي أن السودان كله في موسم المطر تأتيه الرياح المذكورة من ذلك الاتجاه. لكنها في المساء تتحرك من الشرق للغرب، في اتجاه حركة الشمس الظاهرية… من مربط العجيل.. وكانت العجيلات لدينا في الفريق تربط في هذا الاتجاه.. وبيوت الفريق تتجه قبلة.. ويكون العجيل في مرأى ومشهد حتى لا تفتك به الطيور والهوام.
ويسمى البرق العبادي.. والعبابدة في الشمال الشرقي.. ويسمى في بعض الجزيرة البطحاني والبطاحين منهم شمال شرق..
أما الرياح الباردة الجافة فتأتي للخرطوم شمالية، شمالية، فهي سائدة ايضاً. لتجلب لها الشتاء الجاف، وتلك لها خارطة متفردة. يمكن وصفها بالتفصيل في ظروف طبوغرافيا وكتل قارية ومسطحات مائية مؤثرة.
بربك تأمل ان الرياح الشمالية تاتي من مرتفع البحر المتوسط والصحراء الكبرى في جبال اطلس.. وما وراء ذلك..
الخرطوم بهذا النمط المناخي يأتيها الفاصل المداري مرتين ليجتازها شمالا مع موسم المطر ويجتازها جنوبا أمام تقدم الشتاء. ويقف عندها كثيرا.
وهى بذلك عرضة أن تكون رياحها ساكنة عندما يكون الفاصل المداري فيها أو قريبا منها وتكون سرعة الرياح خفيفة إلى ساكنة. هكذا كتب معاوية نور.
الخرطوم بهذه الطبيعة (الواديكي ساكن.. مافي مثلك قط في الأماكن)، هي منتهى الرياح المدارية لأكثر من مرة خلال العام.
التغير المناخي للخرطوم، لا ينكره أحد وتصدقه الارقام.. لكن يبقى المطلوب من البيئيين والمناخيين والعلماء المختصين أن يقوموا بوضع مقاربة علمية لمناخ الخرطوم. لتحديد الثابت والمتغير.
ها أنذا أحاول أن ارسم بالكلمات صورة علمية، واستطيع أن أقارع بها الحجج.. يسلم لي خال فاطنة..
الخرطوم، جغرافيا، جزء من السهل والصحراء الإفريقية (وليس الساحل والصحراء الإفريقية، كما عوجتها الترجمة غير الدقيقة).
والخرطوم هي العاصمة الأكثر انخفاضا في حزام السودان الكبير من البحر إلى المحيط، لذلك (ضمها النيل واحتواها البر). وكان لا بد أن ينحدر إليها النيلان من منابعهما فيلتقيان.
حزام السودان عموما، بما فيه الخرطوم يقع بين ضغطين جويين مرتفعين كبيرين أحدهما في أوروبا، والثاني في أفريقيا جنوب خط الاستواء، بفعل المحيطين الهندي والأطلسي والكتلة الإفريقية جنوب خط الاستواء، بمرتفعاتها وغاباتها.
الضغطان المرتفعان المذكوران يجعلان المناخ في الوسط (منطقة السودان) مشدودا. بمعنى أنه إذا تقدمت رياح الشمال ستنخفض حركتها وتقف، لأنها ستسير إلى ضغط مرتفع كلما سارت جنوبا، وسنتهي حتى في قمة موسمها قبل ملكال وقبل الدمازين.
وذات الأمر يحدث لرياح الجنوب والتي ستقف تماماً في معظم الأحوال قبل وادي حلفا. هناك مؤثرات طبوغرافية أخرى، تجعل الشتاء غير متساو داخل المنطقة، كذلك تجعل الأمطار غير متساوية أيضاً.
وذلك يجعل المناخ في السودان في شكل دوامة (كامة بلغة أهل الميكانيكا، ومعلوم الكامشافت في الماكينات). دوامة محورها الخرطوم، تشتد رياح الشمال غربها، فتسمى دار الريح. ويسمى الشمال (ريح). أما شرقها فتأتي الرياح الرطبة لكنها لا تسرف توغلاً بسبب طبوغرافيا معقدة، تؤثر فيها الهضبة الإثيوبية من جهة.. والبحر الأحمر.. جباله ومسطحه المائي.
فإلى جانب تأثر الخرطوم بالمناخ القاري الافريقي الذي هو متاثر أصلا على المستوى المداري الكبير، فالخرطوم لها مناخ محلي جديد، فرضته متغيرات العمران وعوادم المصانع والسيارات المليونية في رواية.
ويتاثر مناخ الخرطوم بالحرارة المنبعثة من مصفاة الخرطوم للنفط ومصفاة الخرطوم للذهب والمحطة الحرارية ببحري وببري ومن مصانع البلوكات بما فيها مصنع فلنكات السكة الحديد، وبمصاهر الحديد التي تكاثرت دعاياتها في القنوات. والسيارات. بل بمواقد صناعة الطعام والشاي (كم موقد شاي في الخرطوم؟) لعشر مليون نسمة. كم تحرق الخرطوم من فحم وغاز؟!!!
يحتاج المناخ في الخرطوم لامعان النظر والفحص. فالخرطوم مساحةً تزيد عن العشرة ألف كيلومتر مربع.
وتحوي ما لا يقل عن ثلاثة مليون ماكينة نافثة للدخان والهواء الحار.. وتستهلك يوميا ما لا يقل عن مليون جالون من الوقود الاحفوري، الذي يتكاثف استهلاكه نحو مراكز المدن الثلاثة.
والذي يبدأ مع ذروة حركة الصباح ويمتد إلى ذروة المساء التي تمتد في السنوات الأخيرة حتى منتصف الليل. مع وجود المباني التي تعمل كمصدات للرياح على قلة سرعتها.
حرق هذه الكميات المهولة من الوقود ينتج عنه سحابة كبيرة (سمها فقاعة) من ثاني اكسيد الكربون الحار والكربون نفسه وغازات اخرى وبقية مكونات الغبار (ثاني اكسيد السيليكون وغيره مع المواد العضوية وغير العضوية) وبخار الماء.
سحابة تغطي سماء وأرض الخرطوم طيلة النهار، ولا تتلاشى في الوضع الطبيعي إلا بعد الساعة الثانية صباحا.
وذلك ينتج عن الجو الحار الخانق الذي يظل دوما نحو وفوق الأربعين درجة مئوية.
وعندما تتلاشى تلكم السحابة يحس النائم بالنسمة أو بالبرد في الساعات الاولى من الصباح، قد يبحث وقتها عن غطاء، أو يسحب الملاءة من تحته ليتغطى بها.
وهذا الانتاج العالي لثاني اكسيد الكربون له تأثير مزدوج على الحرارة، فحرارة غاز العوادم تضاف لها حرارة أشعة الشمس المباشرة، وحرارة أخرى اضافية من الشمس يسببها حبس غاز ثاني أكسيد الكربون ذو الكثافة الضوئية؟، حبسه لأشعة الشمس داخله، وذلك بتحويل موجات ضوئية باردة إلى أخرى أكثر حرارة.
ومؤثر رابع في زيادة الحرارة هو تفريغ مساحات معتبرة داخل العاصمة من الحرارة وعكسها في الهواء العام. وذلك يتمثل في تفريغ أجهزة التكييف في العربات والمكاتب والمنازل الفاخرة والثلاجات للحرارة من أماكن مغلقة ثم بثها للخارج لتضاف لجو الخرطوم إذ أن كل عربة وكل حجرة مكيفة (باطنها فيه الرحمة) تعكس حرارة اضافية في مناخ الخرطوم في ظاهرها.
ومؤثر خامس هو وجود كميات معتبرة من ذرات الغبار والدخان العالق، هي أيضاً مصدر لامتصاص وإعادة بث الحرارة. تعمل مثل الكباسبتر في الاجهزة الكهربائية
والمؤثر السادس هو انخفاض الخرطوم في وسط السهل، الذي يقلل فرصة تلاشي الغازات الكثيفة.
والمؤثر السابع هو انخفاض وانبساط واتساع سهل البطانة، فإن كان هذا مرتفعا لنفح الخرطوم ببعض الرياح اللطيفة (من نسيم البر) في فترة الليل أو الصباح الباكر. وقد غنى شعراء الغناء لنسايم الليل ونسيم الروض غيرها من نسائم.
حرارة الخرطوم الناتجة لما ذكر لها تاثير سالب على السحب، التي يمكن ان تجتاز سماء الخرطوم، على قلتها في معظم السنة. (زي سحابة صيف تجافي بلاد وتسقي بلاد). وما أطول الصيف.. يمكن أن نلاحظ أن السحب فوق سماء الخرطوم تتلاشى بسرعة فائقة.
انظر للايام التي يصبح فيها جو الخرطوم غائم بالسحب في الصباح، لن يتجاوز ذلك العاشرة صباحا، هذا إلا نادرا جدا في اغسطس عندما يكون الفاصل المداري الى الشمال نحو عطبرة او بعدها.
لذلك نجد ثقل أمطار الخرطوم في الحاج يوسف، جنوب الحزام والكلاكلة، والشقيلاب والدروشاب والريف الشمالي.
مع بدء فجر كل يوم جديد تبدأ التكوين في سماء الخرطوم وارضها فقاعة هائلة ساكنة من غاز ثاني اكسيد الكربون (وبجانبه أول أكسيد الكربون السام وأكاسيد أخرى للرصاص والكبريت وغيرها).
ولا شك هناك مشتقات لغازات النشادر والنيتروجين والكبريت ذات الروائح، موجودة في المجال الجوي، مضافا لها مسحوق الرمل والغبار مختلف ألوانه (من اسمنت، دقيق، سناج، وبخار ماء و أملاح مختلفة).
تبدأ هذه الفقاعة (القبة العملاقة، بكل الفكيا التحتها)، في التكوين بعد الشروق، عندما تبدأ الحياة تدب خلال النهار لتأخذ ذروتها في المساء.
عندما يكون هناك ضغط مرتفع (كافي) في منطقة البطانة بسبب كثافة سحب مظللة ومبردة للأرض أو هطول أمطار، فإن ذلك يحفز ويشحذ حركة رياح عنيفة تاتي لتكتسح فقاعة الخرطوم، وغالبا ما يحدث ذلك بعد الساعة الرابعة حتى العاشرة مساءا، عندما تكون الفقاعة في ذروتها، وأصبحت قابلة للانبعاج.
والضغط الجوي في منطقة البطانة في إزدياد، ستأتي تلك الريح لتبعجها وتريح الناس منها.
ذلك يحدث عندما يكون الفاصل المداري من الخرطوم ليس ببعيد (يونيو يوليو.أغسطس، سبتمبر).
لكن تلك الرياح بفعلها هذا تهدد حركة الناس والطائرات، وتقلع الاشجار وتنزع الصيوانات وأسقف المباني وتؤدي لإغراق الزوارق من كان منها في عرض النهر، وليس لديه مواصفات كافة للصمود.
وفي مثل هذا اليوم تزداد حالات الأزمة والربو في سجل الحوادث (راجع قوائم الامراط المسببة لدخول المستشفيات في ايام الغبار).
إلا أن تلكم الرياح تزيح من الناس كابوس آخر لا يعرفون مداه إن لم تكن تلك الرياح تقتلع تلك الفقاعة.
ليس هذا فحسب، فعندما ترتفع درجات الحرارة في الخرطوم، وتسود رياح الجنوب الرطبة، هذا في أغسطس وسبتمبر)، يمكن أن ينقلب الأمر رأسا على عقب، فتصبح الخرطوم زوبعة (في فنجان الخرطوم العملاق) للرياح الرطبة التي تصبح حركة للرياح رأسية في بعض الأيام، لتعادل الضغط.
وربما يكون الضغط في بقية سهول الجزيرة وكردفان والبطانة متساويا على نحو ما، وهناك رطوبة كافية ففي مثل هذا الحال تكون الخرطوم دوامة للأمطار بحيث تكون منتهى لبعض الهواء الرطب الذي يتاثر بتيارات صاعدة وهابطة تهطل بموجبها الأمطار في الخرطوم وحدها دون سائر بقية السهل.
هذا مثل ما حدث في خريف عام 2009م، عندما شحت الأمطار في كل وسط السودان وغرقت الخرطوم في ماء المطر وكان النيل في أدني مناسيبه.
وحدثت في عام 1988 وقد كان النيل في اعلى مناسيبه، فحدث الفيضان الشهير.
وإذا لم تكن الأمطار مواتية بسبب عدم كفاية الرطوبة أن تكون أمطاراً تذكر النشرة الجوية بأن حركة الرياح الرأسية بزوابع لتيارات هوائية صاعدة وهابطة.
كل هذه الأمطار وهذه الزوابع تتسبب في إزالة الفقاعة العملاقة التي تغطي الخرطوم العاصمة. إلا أن تلك قد تحدث قبل العاشرة صباحا، أو في الساعات الأولى من الصباح، حيث يجد الكثيرين أنفسهم في موجات هوائية على أسرتهم ليلا، فمنهم من يهرب ومنهم من ينتظر حتى الصباح، ليقوموا كأنهم أتوا من سفر بعيد عبر الصحراء.
ملخص الامر أن وجود بقعة مناخية أكثر حرارة من غيرها في وسط السهل (سمها منطقة الخرطوم المناخية) لها تأثير مزدوج، حسب معادلة معقدة تحتاج لحساب دقيق، تمثل قوة طاردة أحياناً وكابحة أحياناً اخرى لحركة الرياح الجنوبية على حد كبير، حتى إذا توفرت لها معادلة معينة ستعمل بمثابة نقطة جاذبة (لاقفة) للرياح وتحدث زوبعة وفيضان يخص منطقة الخرطوم أكثر من غيرها.
لكنه ايضاً قد يمتد تاثيرها لكل المنطقة.
أما تاثيرها أيضاً في هواء الشمال ستكون طاردة للهواء البارد الجاف، هذا إذا كان الفاصل المداري فيها أو شمالهاً قليلاً. أما إذا تجاوزها الفاصل المداري جنوباً ففي مثل هذه الحالة سيكون مناخ الخرطوم بمثابة لقاف جاذب لمعدل أعلى من الهواء البارد (على نظام السيفون). هل يحس سكان الخرطوم ببرد أعلى في الشتاء.
وأرجو أن يصحح المختصون هذه الصورة التقريبية وأن يمنحوها الارقام والصور الكنتورية لخطوط الضغط والحرارة والامطار بصورة أكثر علمية من نوع هذا المقال.
في صعيد آخر، لاحظت في دراسة سابقة لقوائم و ترتيب الأمراض في الخرطوم أن أمراض الجهاز التنفسي تحتل موقعا متقدما في لائحة للأمراض المسببة للوفاة.
لا أجد لذلك سببا إلا أن يكون تلوثا بيئيا، علما بأن زيادة درجة الحرارة من التلوث البيئي، وزيادة الغبار العالق وحدة الأصوات أيضا من التلوث البيئ، هذا اضافة لتلوث الأطعمة بالكيماويات الضارة من برومات وقلوتمات وغيرها.
مطلوب علاج حالة مناخ الخرطوم لتحسين حياة أكثر من عشرة مليون نسمة او يزيدون.
ذلك قد يتطلب سحب مصانع ومصافي ومحطات توليد الكهرباء العملاقة، وسحب السيارات واستبدالها بقطارات، ونثر مياه من حقل نوافير عملاقة، وزراعة نحو مليون فدان في البطانة (شرق الخرطوم) شمال أبو دليق وشمال ودحسونة بالمزروعات والغابات (المنطقة المذكورة ترفد الخرطوم بسيول جارفة)،
إن لم يكن ذلك فبالمسكيت، فأشجار الدمس فرضت نفسها بوضوح في الخرطوم، وإعادة الكتر والسيال والسلم (كما يقول الطيب صالح الذي لا يسرف في الحياة) وإدخال الشجرة بقوة في التخطيط العمراني.
مناخ الخرطوم لا يتحسن إلا بعوادم أقل وخضرة أكثر ( ربما خمس شجرات مقابل كل مواطن)،
ومناخ الخرطوم يتحسن بالريف الجاذب. ومناخ الخرطوم لا يتحسن إلا بوعي جمعي بالمخاطر ، وأكبر وعي هو وعي الحكومة وسياسات الحكومة حتى بما تحدثه ولعة سجارة واحدة في شوراع الخرطوم (هل يا ترى تؤثر سيارة واحدة في معادلة المناخ؟) !!!!
ايضاً حالة وعي المواطن الذي لا يحسب حساب احيانا حتى لسيجارة في حافلة ركاب مغلقة.
ثم بعد ذلك استجابة جمعية ايجابية للمخاطر، ولا يتحسن إلا بتطبيق العلم عيان وبيان.
