التصحر في عهد مملكة كوش”مروي”(900ق.م-350م)
بقلم : ا.د.عبدالرحيم خبير ، جامعة بحري ،كلية العلوم الإنسانية ، قسم الٱثار
رفدني البروفيسور طلعت دفع الله ( خبير غابات اممي ونائب مدير جامعة بحري السابق) بنسخة مرنة من مجلةSudan&Nubia No.16 .2012:140-154، لافتا نظري لمقال عن التصحر منذ عصور قديمة وحتى الوقت الحالي في السودان موسوم ب”مكونات التربة من الرمال الهوائية ( aeolian) في أجزاء من السودان والنوبة:أصلها وتأثيرها على استخدام الأرض في الماضي والحاضر “لمجموعة من الباحثين 🙁 نيل منرو، محمد عبد المحمود ابراهيم، حسين ابوزيد وبابكر الحسن).
* فماذا كانت اجابتي ؟:
-تشكر بروف طلعت دفع الله على الهدية القيمة .حقيقة لدي نسخة من هذا العدد لمجلة Sudan&Nubia 16 2012 ، بيد أن تشييرها في قروب المنتدى مهم لسببين:أهمية الموضوع الخاص بالتصحر ، Desertification وللتنويه بأهمية منهج تداخل او تعدد المساقات Multidisciplinary Approach
*وفي ما يخص دراسات التصحر فالملاحظ أن هناك تعاون علمي بين علماء الجغرافيا والبيئة مع نظرائهم من علماء وباحثي الٱثار وبخاصة في الغرب الأروبي.بل أن تخصص الٱثار كما هو معلوم في اروبا وامريكا الشمالية معظم المشتغلين به خريجو كليات علمية (الجيولوجيا والنبات والحيوان والبيئة) .وفطنت جامعة الخرطوم في السبعينات والثمانينات لذلك فاصبحت تسمح أن يدرس طالب تخصص الٱثار مواد ذات صبغة علمية تطبيقىة
( الجيولوجيا والجغرافيا والمساحة) كمواد مساعدة Auxillary courses
*اعود لموضوع التصحر وهو من المواضيع التي تدرس في اقسام الٱثار ، وارفق مع هذا الموجز صورة لمجلد عن الإستيطان في شمال دنقلا وشمال غرب السودان ، ( وادي هور بدارفور ) وهو دراسة شاملة لمنطقة كبيرة المساحة من شمال السودان اجراها فريق علمي من “جمعية السودان للبحث الٱثاري”SARS ومقرها المتحف البريطاني (لندن) .وفي هذه الدراسة التي استخدمت فيها تقنيات علمية متقدمة باستخدام Spot Satellite Image تم التعرف على مئات من المواقع الأثرية التي كانت مستوطنات للإنسان في السودان منذ 7000عام مضت وتحولت الٱن إلى صحراء بلقع بسبب التصحر
* وتعود بي الذاكرة إلى ايام السبعينات والثمانينات الماضية والعمل الميداني مع قسم الٱثار بحامعة الخرطوم والعديد من فرق التنقيب الٱثاري الأجنبية بشمال السودان حيث كنا نلحظ ٱثار التصحر في العديد من المواقع التي كانت يوما ما مروج خضراء يقطنها اسلافنا الأوائل في عصور سحيقة من التاريخ .
*يذكر مقال مجلة “السودان والنوبة”ص140 ، إن معبد الملك تهراقا( 960-664ق.م) بالكوة قد غطته الرمال ويقول نقش معبد الكوة نصا وحرفا(كتب اصلا بالهيروغليفية)
“ومن ثم فإن جلالته وجد طريق هذا المعبود قدامتلأ بالرمال في السنة أل42…وبدون سير المعبود على طريقه [….] في هذه الولاية [….].ومن ثم فإن جلالته وفر عددا كافيا من الأيدي لإدراكها ، ( الرمال), رجال ونساء واطفال ملكيين وزعماء
لإزاحة هذه الرمال.وكان جلالته يحمل بنفسه الرمال بيديه في مقدمة المجموعات لعدة ايام”
*ونذكر هنا ايضاان الملك ا تهارقا قد اغلقت الرمال احد قصوره فقال(في نقش بالهيروغليفية):يترجم بالإنجليزية:
“The palace is so much sanded up and ingression is no longer possible”
” القصر اغلق بشكل كبير بالرمال ولم يعد الدخول ممكنا”.
* ومما تقدم، نجد أن الدراسات الشاملة بتبني تخصصات عديدة ذات صلة هي الضمان لنجاح أي مشروع علمي .ففي الوقت الحاضر ونحن نتفيأ عصر المعلوماتية Informatics لم يعد بإمكان اي مدرسة علمية أن تجيب بشكل موضوعي وشامل عن تساؤلات اي بحث دون الإستئناس بتخصصات مرتبطة بها.وهذا ما حدا بالغرب المتقدم أن يصيغ مشاكل البحث العلمي على هيئة Hypothetical Models and Paradigms في اغلب البحوث
والله المستعان .
