المانجروف حارس الطبيعةالصامت .. ومستودع الكربون

سنطة برس

تنمو أشجار المانجروف فى البيئات الساحلية الاستوائية وشبه الاستوائية ،ذات مستويات الملوحة العالية التى تتراوح ما بين 45: 60 ألف جزء فى المليون، كما تتميز تلك النطاقات الساحلية بهدوء حركة المياه وتوفر الرواسب التى تنمو عليها تلك النباتات.

ولأشجار المانجروف العديد من الفصائل والأنواع على مستوى العالم، إلا أن اكثرها وجودا فى منطقتنا العربية ما ينتمى إلى نوعي : القندل . Rhizophora mucronata والشورى أو القرم Avicennia marina ، وبين النوعين اختلافات واضحة فى طبيعة النمو ودرجة اخضرار الأوراق.

توفر غابات المانجروف العديد من الفوائد البيئية والتى يمكن ايجازها فى : حماية السواحل من التآكل بفعل التعرية البحرية والأمواج، كما أنها بمثابة مواطن أو موائل Habitat تأوى اليها الأسماك والعديد من الكائنات البحرية لعمليات التكاثر والحفاظ على الأنواع ، وفى نفس الوقت تمثل محطة تلجأ اليها العديد من أنواع الطيور المهاجرة خلال رحلاتها السنوية، إضافة إلى أهميتها العظيمة فى تخزين الكربون.

ومن الناحية الاقتصادية فالتقارير الأممية تشير إلى أن نحو150مليون من سكان العالم يعيشون على العطاءات الاقتصادية لتلك الغابات (سواء فى صورة استخدام مباشر أو غيرمباشر لتلك الأشجار) فهى توفر الأخشاب ، ومصدر غذاء للحيوانات ، وتمثل مناطق جذب سياحى من الدرجة الأولى لنشاط السياحة البيئية Ecotourism .

ترصع غابات المانجروف مواضع كثيرة على جانبي البحر الأحمر بكل من مصر والمملكة العربية السعودية ، حيث ينتشر النوعان السابق الاشارة إليهما.

ونظراً لتداخل العلاقات والتفاعلات بين الأنظمة البيئية وما يعانيه العالم من مشكلات تهدد بقاء مجتمعات بشرية بأكملها ، فقد تم الاهتمام بأشجار المانجروف -وغيرها من الموائل البيئية الساحلية- كمستودعات لتخزين الكربون، ومن ثم الحد من انطلاق تلك الغازات فى الغلاف الجوى والإسهام فى رفع مستويات التلوث وشدة وطأة التغيرات المناخية ، فقد أظهرت دراسات حديثة أن غابات المانجروف بإمكانها تخزين ما يصل إلى 10 أضعاف كمية الكربون لكل فدان بالمقارنة بالغابات البرية، حيث تختزن تلك النباتات نحو ما يقدر بـ 75 مليار طن من الكربون.

بالرغم من أن الغطاء النباتى المؤلف من اشجار المانجروف لا يمثل أكثر من 3% من إجمالي التغطية النباتية لكوكب الأرض إلا أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن العالم يخسر سنوياً نحو 1% من المساحة الكلية لغابات المانجروف، فإلى جانب فقدان تلك الغابات كجزء مهم من التنوع البيولوجى، وتعرض قطاعات كبيرة من السواحل لتأثيرات التعرية البحرية ونشاط العواصف ، تأتى التأثيرات الأوسع نطاقاً والممثلة فى انبعاثات الكربون التى كانت مختزنة فى تربات وجذور تلك النباتات، حيث قدر أن نحو مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون تنبعث سنوياً من الأنظمة الإيكولوجية الساحلية المتدهورة، وهو ما يعادل إجمالي الانبعاثات الكربونية من السيارات والحافلات والطائرات والقوارب في الولايات المتحدة في عام 2020.

5555
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

English