الإدارة المستدامة

أحمد الأمين قسومة

قال الله تعالى (  مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ )
يقول علماء التفسير بأن سورة يوسف هي السورة الكاملة لقصة الحياة للانسان حيث أنها تحتوي على كامل المنهج لحياة الإنسان بها مسيرة حياته من إخفاقات وإنجازات وتخازل وانتصارات حتى أن بها مفاتيح إدارة شؤون الحياة من الميلاد وحتى الممات
الان العالم يتحدث عن مكافحة الفقر والجوع والتغيرات المناخية نجد بأن الله أخبرنا في سورة يوسف كيف نتعامل مع تلك المعضلات حين حدوثها وفي ثلاث آيات فقط أخبرنا كيف تدار عمليات الامن الغذائي بالعمل مسبقا والاهتمام بالعمليات الفلاحية وحفظ الحبوب وإدارة الموارد حتى الدورة الزراعية للحفاظ على خصوبة التربة
انظر لتلك الآيات تجد فيها الزراعة والحصاد وحفظ المحصول والتقنيات الفلاحية بزراعة أشجار الفاكهة حيث ظهر إنتاجها بعد العام السابع وهذا معروف بأن معظم أشجار الفاكهة تثمر طبيعيا بعد السنة السابعة اي بعد بلوغها وهذا ما يعرف بالإنتاج الطبيعي لنمو الأشجار وهذا التنوع في المحاصيل والأشجار أثبت بأنه العلاج الطبيعي لتدهور التربة والمناخ
تأمل تلك الآيات
( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)
سورة يوسف تحتوي على الكثير من مفاتيح الحياة تحتاج لتدارسها وتدبر مقاصدها فلم تسرد القصص إلا للتدبر واخز الموجهات عنها
خلاصة
كل إنجازات البشرية كانت من خلال العلوم التي علمنا لها الله سبحانه وتعالى من خلال الأمثلة والقصص والالهام
ولذا يجب على الإنسان شكر الله على أن فتح له باب العلم فهو العليم القدير

5555
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

English