مؤتمر الاطراف لتغير المناخ رقم 27 هل حقق الطموح
بقلم : سمية عابدون somayaabdoun190@gmail.com
فى هذا العام تم عقد مؤتمر تغير المناح للدول الاطراف ( COP27) فى مدينة شرم الشيخ , بجمهورية مصر العربية فى الفترة من 6 الى 18 نوفمبر 2022, وقد تم مده يومين اضافيين للتوصل لاتفاق حيث اختتمت الاعمال فى 20 نوفمبر 2022. وقد عرف بمؤتمر التنفيذ, اذ ان هنالك قصور فى التنفيذ منذ مؤتمر جلاسقو, بل فى كل ماعقد من مؤتمرات فى الاعوام ال 26 السابقة. فقد لوحظ ان هنالك فجوة كبيرة فيما تقدمه الدول المتقدمة من بيانات فى تقاريرها وبين ماتم تنفيذه, لذا فقد توقع العالم ان يتم تنفيذ ما تقرر فى جلاسقو فى العام الماضى فى هذا المؤتمر الافريقى .
البنود والتنفيذ:تمت مناقشة عدة اجندة, من اهمها عملية تمويل البنود المختلفة مثل المساهمات الوطنية المحددة والمشروطة بالتمويل واستراتيجيات التنمية منخفضة الانبعاثات طويلة الأجل ، وخطط التكيف الوطنية والجهودالمناخية الجديدة المحفزة لتبادل المعلومات وبناء القدرات وتبنى ونقل التقانات خاصة فى مجالات الطاقة النظيفة, ودعم الزراعة والامن الغذائى وتعزيز دور الغابات لامتصاص الكربون مع تعزيز تقارير الشفافية وغيرها من الاجندة والانشطة التى تحتاج الى الدعم المالى والفنى خلال هذا المؤتمر حيث ناقشت الدول الاطراف هذه البنود بهدف تحقيق انجازات ملموسة. ملخص ماتم من المناقشات المتعلقة بتمويل انشطة المناخ والخسائر والاضرار:
1.تمت مناقشة الهدف الخاص بزيادة الطموح وفق اتفاق باريس لخفض الاحتباس الحرارى الى 1.5 درجة مئوية والخاص بتقديم تمويل 100 بليون دولار أمريكي سنويًا من الدول المتقدمة للدول النامية لتمويل المناخ بحلول عام 2020 وكل عام بعد ذلك, حتى عام 2025 والذى لم يتحقق بعد, بسبب الافتقار إلى بناء الثقة والفهم المشترك بين الدول الاطراف, في حين ان كوارث التغير المناخى مازالت تهدد العالم اجمع وبخاصة الدول النامية والمجتمعات ذات الهشاشة وليس ببعيد السيول والامطار والفيضانات المدمرة التى اجتاحت عدد من دول العالم كباكستان و السودان , ادت الى خسائر بيئية ومالية وغيرت النظم الايكولوجية, كما اثرت فى النسيج الاجتماعى بهجرة السكان لمناطق اخرى بعد ان فقدوا ممتلكاتهم ومصادر رزقهم من اراضى زراعيةو وما يترتب على ذلك من زيادة النزوح والحروب والصراعات على الموارد.الجدير بالذكر, ان مشكلة التطرف المناخى قد امتدت وطالت الدول المتقدمة والتى اصبحت هى الاخرى مهددة باثار التغير المناخى وكمثال لذلك الحرائق البرية التى طالت كلفورنيا بامريكا واسترالياوالارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة فى القارة الاوربية وغيرها من الظواهر التى اثبتت على ارض الواقع وايدها علميا,التقرير السادس الذى نشرته لجنة الهيئة الحكومية لاتفاقية تغير المناخ, وكذلك جاء فيه ان حوالى نصف سكان العالم يعيشون فى مناطق ساخنة. ورغما عن ذلك فان الدول الاطراف تفاوض بمراوغة وعدم اكتراث متجاهلة عن علم, خطورة هذا التاخير وما تنتظره مجموعة الضعفاء الذين تشردوا وفقدوا الماوى ومصدر الرزق من تعويض يعتبر حقا مستحقا لهم لما تسببه لهم هذه الدول من كوارث ناتجة من انبعاثاتهم المدمرةو لا حول لهم ولا قوة فى دفعها
.2.مناقشة المقترح الخاص بالاعداد لتمويل الخسائر والاضرار الناتجة من التطرف المناخى والذى طالبت به مجموعة ال77 والصين كبند فرعى ضمن بنود التمويل وقد تم ادراجه فى الاجندة التى نوقشت فى هذا المؤتمر, عبر اجتماعات غير رسمية ولم يتم التوصل الى النتيجة المرجوة من اعتماد الية جديدة مخصصة يتم انشاؤها وفق خارطة طريق واضحة بجدول زمنى ينتهى فى مؤتمر المناخ رقم 29 مع رفع تقرير من اللجنة المقترحة فى المؤتمر رقم 28 يوضح سير الاجراءات.
اهم المخرجات:بالرغم من التوقعات الكبيرة لانجاح هذا المؤتمر الذى عقد فى افريقيا والتى يعيش حوالى ثلث السكان فى مناطق الهشاشة وتعتبر من اكثر القارات حاجة لتمويل التكيف والخسائر والاضرار, اضافة الى اجتهاد رئيس القمة المصرى فى الحصول على اجازة خطة عمل تلبي احتياجات الدول النامية, فان المخرجات لم تلبى الطموحات وكالعادة لم يخرج المؤتمرون بمكاسب تحقق طموحات اتفاقية باريس فى الابقاء على درجة الحرارة فى 1.5 درجة مئوية,اذ لم تصدر قرارات حاسمة بمنع الوقود الاحفورى بل اقتصر على مبادرة الطاقة النظيفة. كما ان الدول المتقدمة لم تفى بالتزاماتها تجاه الدول النامية خاصة فى مجالات تمويل التكيف والخسائر والأضرار كالية منفصلة من الميزانية العامة لتلك الدول بل حاولت ان تجعل المسؤلية على القطاع الخاص ومصادر اخرى وقد ظهر ذلك جليا فى حديث وزير الخارجية الامريكى الاسبق جون كيرى, ابان مخاطبته الجلسه الوزارية رفيعة المستوى لمناقشة الهدف الكمى الجديد.والله المستعان (فقد ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت ايدى الناس )
سمية عمر عابدون
مفاوضات التمويل للدول الاقل نموا -السودان
