من مذكراتي- فعالية يوم الغابات العالمي

مهندس عبدالحافظ حسن جميل

منذ فترة ليست بالقصيرة دأبت هيئات عالمية مهتمة بالبيئة على عقد مؤتمر سنوي في إحدى المنتجعات السياحية في جهات مختلفة من العالم. هذا المؤتمر عادة ما ينعقد في الأسبوع الأخير من نوفمبر وينتهي في نهاية الأسبوع الأول من ديسمبر. تناقش في هذا المؤتمر وتتخذ قرارات في مجالات محاربة التصحر ومكافحة الإحتباس الحراري والتغيرات المناخية. تؤم هذا المؤتمر في العادة وفود من كل اقطار العالم .

دأب السودان على إرسال وفد لحضور هذا المؤتمر يتمثل في عدد من العلماء والمختصين ودائماً ما يتضمن الوفد مختصين في مجال الغابات على مستوى عال علمياً ولكن آخذ عليهم عدم تركيزهم على فقرات معينة من فقرات المؤتمر مثل فعالية اليوم العالمي للغابات الذي دأبت على حضوره في كل المؤتمرات التي شاركت فيها مثل مؤتمر كانكون السياحي بالمكسيك. وكنت السوداني الوحيد الذي شارك في فعالية يوم الغابات العالمي في ذلك المؤتمر رغم وجود ثلاثة من زملائي الغاباتية ضمن الوفد المشارك في المؤتمر. وقد استغليت سانحة غيابهم عن المشاركة في هذه الفعالية فوقعت في قائمة الحضور على انني موفد السودان للمؤتمر وكنت في الحقيقة موفد المعارضة السودانية ممثلاً للسيد الصادق المهدي. وفي السنة التي تلتها لعلها 2011 إنعقد المؤتمر في ديربان بجنوب افريقيا وتكرر نفس الأمر إذ وجدت نفسي المشارك الوحيد من السودان في فعالية يوم الغابات العالمي. وكنت اعلم أن هنالك وفداً سودانياً مشاركاً ولكني لم أر احداً منهم في قاعة المداولات في فعالية يوم الغابات ربما لأنهم يركزون جهودهم عادة في الفعاليات التي تتعلق بالمفاوضات أكثر من الغعاليات ذات الصبغة الإحتفائية مثل فعالية يوم الغابات.

حدث بعد  شهر من إنقضاء مؤتمر ديربان للمناخ أن إنعقد بجنوب  إفريقيا مؤتمراً لرؤساء الدول الأفريقية لمناقشة مخرجات مؤتمر ديربان. وقد عاد الرئيس عمر البشير من هذا المؤتمر غاضباً لأن هنالك فقرة في الاجندة تحدثت عن التصحر في السودان وعلاقة سياسات حكومة الانقاذ به. وعندما حاول الرئيس البشير دفع التهمة عن حكومته فوجئ بأن وفد السودان المشارك في مؤتمر المناخ العالمي بكانكون، وبالتحديد في فعالية يوم الغابات العالمي هو الذي كان قد اثار هذه المسألة. وفي الحقيقة كان وفد السودان برئياً من تلك الفقرة براءة الذئب من دم ابن يعقوب لأن لا أحد من الوفد كان قد شارك في تلك الفعالية، فقد كنت أنا الوحيد المشارك فيها وكنت أنا من أثارها. وأكرر أنني لم أكن أمثل حكومة السودان بل أمثل السيد الصادق المهدي مندوباً عن منظمة نوار للتشجير الشعبي بالسودان  التي تعمل تحت رعاية السيد الصادق وممثلاً للمعارضة.

في السنة التي تلت إنعقاد مؤتمر الاحتباس الحراري جنوب أفريقيا إنعقد المؤتمر في مواعيده بقطر ولم أكن أنا ممثلاً لمنظمة نوار والمعارضة السودانية ومثلهما بدلاً عني كل من الدكتور اكرم ميرغني استاذ علوم الغابات بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا والأخت الدكتورة سعاد بدري. وقد شاركا في فعالية يوم الغابات العالمية دون مشاركة من وفد الحكومة السودانية  في هذه الفعالية. أما الوفد الحكومي فقد كان غائباً كالعادة عن المشاركة في هذه الفعالية.

5555
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

English